فوائد المنتديات
أيها الأخوة والأحبة ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
** بالرغم من همومنا الشخصية وخسائرنا المادية ، إلا أن كثير منا قد فتنه الله بحب المنتديات وإرتيادها وقراءتها أو الكتابة فيها ، فتجده يجتهد في كل موضوع يكتبه أو خبر ينقله ، ويحتسب في ذلك من الله الأجر والثواب ثم الفائدة والعلم والرفقة الصالحة والمتعة ، ولو أننا حسبنا خسائرنا مقابل فائدتنا من هذه المنتديات لوجدناها تتفاوت من شخص إلى آخر ، فهناك العضوالمستفيد علما وأجراً إن شاء الله ، وهناك الخاسر عملا ومالا بلا فائدة ولا متعة ، نسأل الله أن لا نكون منهم .
** وأخوكم ( كـش مـلـك ) يقول :
** لله درّ المنتديات حين فتحت لنا طريقاً لجهاد الكلمة والدعوة إلى الله بما يسعنا ويسع علمنا المتواضع .
** ولله درّ المنتديات حين كانت سبيلاً لنا في زيادة علمنا الشرعي وغيره ، وكانت سبيلا للنصيحة وتبادل الخبرات والمعارف المختلفة فيما بيننا .
** ولله درّ المنتديات حين عرفنا فيها شبهات الأحكام وضلال المذاهب وبطلانها ومقارعة أهلها ومعرفة أخلاقهم وخاصة (الرافضة) والذبّ عن حوض سنتنا على صاحبها الصلاة والسلام .
** ولله درّ المنتديات كيف صقلت هواياتنا في الكتابة وإحتوت أوقات فراغنا وألزمتنا بيوتنا وأسلمتنا من الشر وعن الشرّ .
** ولله درّ المنتديات كيف أخبرتنا عن هويات وأنماط الناس وشخصياتهم وأوزان عقولهم وإهتماماتها ، وبالضـدّ تُعرف الأشياء .
** ولله درّ المنتديات كيف عـرّفتنا بإخوة وأحبة مخلصين وصادقين وناصحين وآمرين بالمعروف وناهين عن المنكر . وربّ أخ لك في المنتديات لم تراه ولم تسمعه ولا تعرف مكانه ..
** ولله درّ المنتديات حين عبّرنا من خلالها ((كمواطنين)) عن همومنا الخاصة والعامة وبطريقة شفافة وواضحة وجريئة ، ونحن الذين كنا نبحثُ عمّن يسمع أصواتنا أو حتى يُعطينا الفرصة لنتحدث بأنفسنا وعن أنفسنا وهموم أمتنا وحياتنا بشكل عام .
** ولله درّ المنتديات حين أخبرتنا بعيوبنا بصفة عامة ، وأخبرتنا بجهلنا في تفهّم معنى كلمة (الـحـوار) ، وهو الذي لا يزال يُعجزنا مهما حاولنا أو تحضرّنا ..
** ولله درّ المنتديات حين أخبرتنا بهموم وحياة إخواننا في الدين من جيراننا العرب وغيرهم من (المسلمين) ، وفتحت عيوننا على الحقائق وما أكثرها وقد كانت تُغيّب عنا بشكل مضلل وظالم .
** ولله درّ المنتديات كيف أنها أمتعتنا بالبضائع المتعددة والمتنوعة والرخيصة والثمينة ، ووفرت علينا الجهد والمال في أمور شتى في حياتنا العامة والخاصة .
** ولله درّ المنتديات حين أحببناها وإعتدنا على مجالستها والأنس بها وبروّادها وعالمها الفسيح والعريض ..
** أيها الأحبة :
** ويبقى الكثير من الأمور التي تستحق منا أن نقول فيها للمنتديات :
{{ لله درّك يـا مـنـتـديــات }}
** وفي نفس الوقت فهناك الكثير أيضا مما هو عكس ذلك كله في معرفة المنتديات والفتنة بها ، من سلبيات الأمور ومنغصاتها
علم لا ينفع
(( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعاء لا يسمع ))
صلى الله عليك أيها الحبيب المصطفى .
إن السعي إلى العلم والمعرفة ، والبحث والمطالعة في كافة الفنون ، وبذل الجهد والوقت للازدياد من الثقافة والاطلاع .. إن ذلكم فعل حسن وعمل جيد ، وهو كثير بحمد ربي في فئام لا بأس بها من بني قومي ، غير أن القليل من هذا الكثير من يزكي علمه ، ويطهر معارفه ، ويتبع علمه بالعمل ، ومعرفته بالتطبيق ، فتغدو كثير من علومنا ؛ علم لا ينفع إن لم يضر ويهلك صاحبه .
إن العلم حين لا يصاحب بعمل ، ولا يعقب بزكاة ونقاوة ، ولا يميز صاحبه بخشية وتقوى ، ما هو إلا ازدياد من حجة الله على صاحبه ، فيكون علمه حجة عليه يعقبه حسرة وندامة .
وإننا نمارس في واقعنا تطبيقا كبيرا للعلم الذي لا ينفع ، شعرنا بذلك أم لم نشعر ، في مواقف يكون حظنا هو العلم لا العمل .
حين نعلم فضيلة الخلق الحسن ، ومنزلة الأخلاق الفاضلة ، ووجوب الإحسان إلى الناس جميعا بل وحتى الحيوان ، وان نقول للناس حسنى ، ونعلم أن نختار لإخواننا ليس حسن الكلام فحسب ، بل وأحسنه وأطيبه ..
حين نعلم ذلك ، وتبقى الكثير من حوارتنا يسودها طابور من الأخلاق المشينة ، والألفاظ البذيئة ، وغير المهذبة ، وامهر الأساليب والفنون في تنقص المخالفين وتحقيرهم ..!
حينها ذلكم علم لا ينفع ..!
وحين نعلم أن العدل واجب وفرض لازم ، وان الشريعة الإسلامية توجب على المسلم أن يعدل مع الجميع ،ولو كان عدوه وشانئه ، فالعدل مبدأ لا مصلحة ، وخلق لا تجارة ..
حين نعلم ذلك ، فإذا خصمنا أو خاصمنا نسفنا المخالف بكليته ، ورمينا حقه وباطله ، وغدت محاسنه مساويا لا يمكن أن يعتذر لصاحبها ..
حينها ذلكم علم لا ينفع ..!
وحين نعلم وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة ، وفرضية التحاكم إليهما ، وان لا خيار للمسلم في أن يختار أو يحتار في ذلك ، وان الشرع حاكم لا محكوم ..
حين نوقن بذلك ، لكننا نغيب هذا كله ، ونبحث عن أية أعذار أو مخارج لنتعلل ونتملص ونتصل من التزام حكم الشرع ، ونضرب بأية حجة نسمعها في وجه الشرع ، مع كونها لم تتخمر بعد ، وربما نكون قد سمعنا بها ولم نعرفها حق معرفته .
حينها فذلك علم لا ينفع ..!
وهكذا ...
فكل علم لا يتبعه عمل وتطبيق واقعي ، هو علم لا ينفع ، وفي ظني أننا إلى عمل بما علمنا أحوج إلينا من مزيد العلوم والمعارف ، فكثير من علومنا ومعارفنا تبقى حبيسة في رؤوسنا ، وربما نبصرها في حوارات وصراعات ونزاعات ، لكنها في الواقع والتطبيق نزر يسير ..