الفتاة البتول “آية برادعية” ، ذات الـ21 ربيعا، طالبة جامعية، إختطفت و ُقتلت غدرا مع سبق الإصرار والترصد وبدم بارد على يد عمها”وصديقين له”، بدعوى أنها على علاقة بشاب تقدم رسميا لخطبتها! حيث ألقوها حيّة في بئر ماء بمنطقة “خلة أبوسليمان” النائية في الجهة الغربية من بلدتها صوريف الواقعه شمال غرب محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، ولم يتم العثور عليها إلا قبل أيام، على الرغم من فقدانها منذ13 شهرا.
قصة آية علمت بها بعد إنتصاف الليل منذ أيام، وذلك حين أُعلن عن إكتشاف لآثار وأشلاء آدمية في بئر قريب من القرية عن طريق الصدفه ، حيث استمر جمع وانتشال ما تبقى من جسدها المتحلل في البئر منذ فقدت ليومين كاملين!!، ففي اليوم الأول، وصل جسدها بشكل عظام متناثرة، أما في اليوم الثاني فوصل رأسها!!!!!. صورة المشهد المفجعة أصابتني بصدمة قوية!! حاولت بعدها بساعات أن أنام عبثا، ولكنني في النهاية نمت من الكمد والحرقة كما يبدو!.
في اليوم الثاني للقصة ، حاولت أن لا أتابع القصة مطلقا!! “رغم طبيعة عملي التي تقتضي ذلك” فيكفيني ما شعرت به من ضغوطات وآلام وحرقة نتيجة لمجرد الإستماع لبعض التفاصيل المرعبة والمزلزلة لكل نفس بشرية، وارتديت بتلقائية ملابسي السوداء، ليس حدادا على آية فحسب، وإنما حدادا على الإنسانية التي شُيعت في دواخلنا كما يبدو منذ الأزل!! ارتديت هذا اللون القاتم من الملابس لأنه يقربني لذاتي أكثر، ويجعلني أعرفني أكثر، وأتواضع أكثر،فلا أغتر، ولا يأخذني جمال الدنيا الزائف، وأملتُ أن هذا أكثر ما يمكن أن أجدني أفعله دون قصد مباشر مني!! لأنني أعرفني جيدا! فكم سهل علي أن أنهار لكل قصة إنسانية تزلزل الأركان وتهز المشاعر بعنف، وما أكثرها من قصص!! ولكن، صباح أمس لم أستطع إلا أن أتابع القضية وأن أهاتف “رامي”شقيق المغدورة رحمها الله!! حيث قررت ذاتي وفطريا أن أتعرف على تفاصيل أكثر ، رغم يقيني أنني سأتعب جدا!! لكوني كما أوضحت ضعيف جدا حدّ النخاع أمام كل ما هو إنسانيّ، خاصة لأنه يأتي في زمن اللا إنسانية!!.
عندما يبكي الرجال
بدأ “رامي ” يروي قصة إلقاء شقيقته داخل البئر وهي حيّه!! وبين كل عبارة وأخرى”ورغم محاولاته لخنق صوته” كان يبكي بحرقة تارة، ويتقطع صوته المخنوق تاره!!”بإنسانية لا تفرق بين الرجل والمرأة في حق البكاء” وليته لم يفعل!! فقد شعرت بأن صوته المخنوق يخنقني!! وروحه المذبوحة تذبحني!! حتى قال ” تخيل أن تتعرف على أخ أو أُخت لك من خلال صورة شخص آخر!!، حيث حين تعرفت وإخوتي ووالدي عليها في ثلاجة الموتى وجدناها”كوم واحد” عظام على طاولة الموتى!!! ولم نعرف من تكون سوى من خلال “حقيبة يد” وجدت في البئر الذي أُلقيت فيه، وكانت تحتوي على بعض صور إخواني!!، مع بعضالأوراق الثبوتيه”
قصة الغدر… قبروها حيّة..ثم هتفوا”الله اكبر..الله أكبر”!!!